بحث

11/06/2014

النگاب






في جلسة عائلية أخذنا نتجابذ أطراف الحديث بيننا في هدوء تام..

كان كل شيء على ما يرام..حتى تلك اللحظة التي قلت فيها: 
"سأشترط على زوجتي أن تلبس الجلباب والنقاب المغربي"..
ساد صمت قصير..ثم انتفض الجميع..
لأول مرة يتفق الحضور الكريم على موضوع ما وبالإجماع..
أبدى الجميع استنكاره وشجبوا جميعا الفكرة..
حاولت أن أتحدث عن حريتي الشخصية..
لكن..الكل رفض وندد..
فسألتهم: "ماذا لو وافقت هي على ذلك؟"
وكان الجواب بالإجماع:
"لااااااا..غادي تعدى على السيدة..
وترجعها للقرون الوسطى..
هادشي فات ومات..وتبيريمات"
تأملت في إصرار الناس في مجتمعنا التدخل في شؤون الآخرين..
واتخاذ القرارات التي توافق هواهم بالنيابة القسرية عن أصحابها.. 
ولكن هذا الأمر عادي عند قومنا..

المفاجأة العظمى والطامة الكبرى..هي..
عندما لاحظوا أني متشبت بفكرتي..
ظهر شبه إجماع آخر على البديل..
خصوصا لدى النساء..
فأثناء الحوار..ونظرا لقلوبهن المتضامنة..
فكرن جميعا بطريقة لا إرادية في أخف الضررين..
فنطقن بلسان واحد..
ووفقن وقفة إمرأة واحدة: 
"إيوا عل الأقل شرط عليها تلبس النقاب ديال الملتزمات"
لم أتمالك نفسي حينها فانفجرت بالضحك.. 
أن تلبس الجلباب المغربي الأصيل مرفوض..
وأن تلبس النقاب الأسود المستورد مسموح ولابأس به!!!
لقد إختلطت الموازين..

النهاية..

حاشية:
--------------------------------------
إذا فهمت مغزى القصة فذلك بفضل الله ومنته..
فاحمده واشكره على نعمه..
وإذا تساءلت هل سأشترط فعلا على زوجتي لباس النقاب..
فذلك رجس من وسوسة الشيطان..
قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

0 تعليقات :