بحث

28/06/2014

رمضان : كيف تستفيد من صيامك صحيا




       


أهنئكم بقدوم شهر رمضان الأبرك.
هذا الشهر الذي يشكل فرصة سانحة لتجديد العلاقة مع الله، هـو كذلك فرصة وأيما فرصة لتنظيف جسدك والعناية به.فقد أظهرت الدراسات أن للصـوم فـوائد جمة على جسد الصائم وحتى على نفسيته.
وقد تعالت النداءات في الغرب  داعية بجدية إلى إدماج الصوم العلاجي كعادة صحية في نمط الحياة الشخصي، إذ ثبث بالحجة والبرهان أن لهذا السلـوك مفعـول قـوي:
  • من جهة، في تحسين وظيفة الكبد والكلى، تنظيف البدن من السمـوم وتخليصه من الدهـون الزائدة، وتحسين المزاج وخلق أحساس بالإسترخاء، تحفيز الجهاز العصبي خلق إحساس بالنشاط *.
  • من جهة أخرى، في علاج العديد من الأمراض، بعد أن تم التـوصل إلى نتائج مبهرة في تجارب تم إجراؤها على مجمـوعات من المتطوعين المرضى الذين يعانـون من أمراض عديدة : كـالسكري، ارتفاع الضغط، أمراض المعدة والجهاز الهضمي بشكل عام، حجر الكلى والمرارة، صداع الرأس، أمراض الجهاز العصبي، الإكتئاب...

ومن اللازم التذكير بنتائج بحث إحصائي أمريكي تـوصل إلى وجـود علاقة مطردة بين أكتمال البدر وسط الشهـور القمرية وارتفاع نسبة أعمال العنف في المجتمع، حيث اتضح من خلال البحث ان معدلات الجرائم وحالات الإنتحار وحوادث السيارات وحتى حالات الطلاق ترتفع في منتصف الشهر القمري عند اكتمال البدر. 



وهنا لا يمكننا التغافل عن العلاج الـوقائي الذي أوصى به مداوي البشرية، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أمرنا بـصيام الأيام البيض ( الثالث عشر، الرابع عشر، والخامس عشر من الشهر الهجري القمري)، حيث يلعب الأمتناع عن الأكل دور المـوازنة على مستـوى الهرمـونات ودور المحفز الإيجابي على المستـوى العصبي.

بعد معرفة هذه المعلـومات المهمة، يتـوجب علينا أن ندرك أن الصيام الصحي له شروط وضـوابط بدونها يفقد كل هذا المفعـول الذي ذكرناه سالفا. ويتـوجب علينا كذلك الإيمان الصادق بما جاء به رسـول الله صلى الله عليه وسلم، والخضـوع لأوامره، دون الحاجة إلى انتظار حجج وأدلة من لدن الغرب. 

حقيقة:

هناك وجبتان فقط يتناولهما الصائم خلال يـومه: السحـور والفطـوروما زاد عن ذلك فهـو ببساطة يفقد الصـوم كل فـوائده

1 - وجبة السحـور

السحـور هـو آخر وجبة يتناولها الصائم قبل الشروع في الصيام، وله أهمية كبيرة في الحصـول على أكبر قسط من فـوائد الصـومويشترط فيه ما يلي:
  • تأخيره إلى وقته قبيل الفجر
  • تناول وجبة غنية بالألياف النباتية
  • تناول الحليب الرايب الطبيعي لما له من تأثير إيجابي على المعدة والجهاز الهضمي
  • تناول وجبنة خالية من الدهون
  • تفادي تناول المخلالات أو الأطعمة التي يكثر فيها الملح وكذا الحلـويات لأنها جميعها تسبب العطش أثناء النهار
  • الإبتعاد عن المعجنات والأطعمة التي تسبب عسر الهضم 
  • عدم النـوم بعد صلاة الفجر

2 - وجبة الفطور

الفطور هي الـوجبة التي ينهي بها المرء صيامه، حيث يقـوم فيه الصائم بإمداد بدنه بحاجته الضرورية من الطاقة والغذاء، ويشترط فيه ما يلي:  
  • التبكير بالإفطار
  • الأفطار ما أمكن على التمر كأول غذاء يصل إلى المعدة مرفـوقا بالحليب أو الماء. فالتمر يحتـوي على الالياف والسكريات سهلة الأمتصاص وسريعة الـوصـول إلى الدورة الدمـوية.
  • التـوقف عن الأكل لدقائق لتمكين المعدة من الإستفادة من مكونات التمر، وإعطائها مجالا لتستعد لاستقبال باقي الطعام.
    في هذه الدقائق تعلم طبعا أن عليك
    أداء صلاة المغرب.
  • بعد ذلك، يأتي تناول وجبة صحية غنية بالألياف وخالية من الدهـون والسكريات مع تفادي المقليات ما أمكن..في حال العكس، يكـون صيامك بدون جدوى على المستـوى الصحي الجسدي.
  • مضغ الطعام بشكل جيد قبل بلعه، والأكل بشكل بطيء، حتى لا تحمل المعدة أكثر من طاقتها، ولتفادي ذاك الشعـور الحاد بالتعب والخمـول.
  • شرب الماء يجب أن يكـون على فترات متفرقة، وسيتحب أن لا يتخلل وجبة الإفطار، حيث يمكن استبداله بعصير الفـولكه أو شرب الشاي الأخضر بالنعناع، الذي يـولد شعورا بالراحة والاسترخاء.
  • الاطباء يوصون بعدم النـوم بعد الإفطار، والقيام بالمقابل بأداء الرياضة. ونحن نعلم أن أفضل شيء يقـوم به الشخص بعد وجبة الإفطار هـو مشاهدة المسلسلات!. 
    مجرد دعابة!..لكن أليس هذا ما يفعله أغلب الناس طيلة رمضان؟
    الشيء الأفضل من الرياضة الذي يمكنك القيام به هـ
    و أداء صلاة التروايح: عشر ركعات كلها حركات جسدية، ولها بعد تعبدي وروحاني، فتستفيد النفس والجسد على حد سـواء.

الخلاصة

أفضل طريقة للإستفادة من الصـوم صحيا ونفسيا هي تفادي كثرة الأكل والنـوم.ولنتذكر، أن لرمضان بعد روحي وتربـوي يتمثل في الخضـوع لله سبحانه وتعالى والتقرب إليه بسائر العبادات والطاعات، وتربية النفس وفك قيـودها من الشهـوات. وهـو فرصة لا تعـوض للتخلص من العادات السلبية وخلق عادات بديلة إجابية. وهـو قبل كل شيء شهر القرآن الذي يستحب فيه تلاوة القرآن وتدبره.

لا تنسى 
وضع تعليقاتك على المـوضـوع.
ورمضان مبارك للجميع

------------*هناك فرق بين الإسترخاء والخمـول. فالأول شعـور بالراحة على مستـوى الجسد، والثاني شعـور بالتعب وعدم الرغبة في فعل أي شيء


0 تعليقات :