بحث

23/07/2014

عاجل: أونزيم يتبرع بدرهم مغربي لفائدة غزة





أفادت مصادر إعلامية أن المواطن المغربي أونزيم ينوي دعم سكان قطاع غزة والحكومة المحلية بدرهم مغربي نقدا..
لعلك لا تصدق هذا الخبر؟..
لكنك لا محالة..ستكون ممن تناقل أخبار تبرع بعض المشاهير..خصوصا الرياضيين منهم..بملايين الدولارات لفائدة سكان غزة المحاصرة..وقد تكون ممن استبشر خيرا بتلك الأخبار وسارع بنشرها دون التأكد من مصدرها ومدى مصداقيتها..ثم أحسست بعد فعلتك براحة نفسية..
أتفهم تصرفك..
فبسماعك لمثل هذه الأخبار وقيامك بنشرها سواء كانت صادقة أو كاذبة..تُقنع نفسك بأن قيام أؤلئك الأشخاص بإرسال قدر من المال لأهل غزة المرابطين..يعفيك من مساندتهم والدفاع عن قضيتهم..وهذا الإعتقاد يعطيك الشجاعة لتواجه ضميرك الذي لا يتوقف عن تأنيبك جراء صمتك وسكونك تجاه الظلم والتقتيل الذي تمارسه قوات الجيش الإرهابي الإسرائيلي في حق مدنيي غزة.. فتقول له في ثقة تامة: "إهدأ ضميري!..فليس علي واجب تجاه أخوتي وأخواتي بعد الآن..مادم اللاعب فلان أو المغني عِلاّن قد أعلن "نيته" التبرع بمــــــــــــــلـــــــــــــــــيـــــــــــــــــون دولار لفائدة غزة..إنتهى الأمر وحُلّ المشكل!".

بمناسبة هذا السلوك..لدي لك خبرين إثنين..
خبر سار..وآخر سيء..
سأبدا بالخبر السار: تأنيب ضميرك لك على خذلانك لإخوانك وأخواتك في غزة دليل على أنك لازلت على قيد الحياة..وأنك لم تتحول بعد إلى "زومبي" تقوده الغريزة..فقلب روحك لازال ينبض بالحياة.
أما الخبر السيء: فتصرفك بهذه الطريقة دليل عن فهمك الخاطئ لواجب النصرة في الإسلام..فأنت تعتقد أن هذا الواجب فرض كفاية على المسلمين..إذا قام به البعض سقط على الكل..
والأمر في الحقيقة عكس ذلك تماما..فإذا استصرخت فئة من المسلمين مهما كانت قليلة تطالب بالنصرة من باقي المسلمين..أصبح فرض عين على كل مسلم قادر من الأمة أن يهب لنصرتها والدفاع عنها أينما كانت تلك الفئة..بغض النظر عن الحدود الوهمية التي خلفها الإستعمار في عقولنا 
وأراضينا..

الـتأكد من صحة الأخبار سلوك واعي ودليل على يقظة صاحبه

 من المؤسف حقا أن نصل إلى هذه الدرجة من الغثائية الإنهزامية التي تحوّل فيها الملايين من المسلمين إلى أحجار لعبة الدومينو ..تتلاعب بهم بعض المواقع الإعلامية والأشخاص المشبوهين..ما أن يُسقِط أحدهم الحجرالأول..حتى تتداعى باقي الأحجار للسقوط الواحدة تلو الأخرى..
وما أبرئ نفسي..فقد كنت سابقا أنشر الأخبار التي تثلج صدري دون التأكد من صحتها ومصداقيتها رغبة في نشر جو من التفاؤل الذي عادة ما يصاحب تلقي الأخبار الإيجابية..وبنشري لأخبارٍ تبين بعد نشرها أنها كانت كاذبة..بدأت اكتشف أنني أمارس سلوكا غبيا أضع به نفسي في مواقف محرجة أنا في غنى عنها..
وقد كانت آخر مرة نشرت فيها خبرا دون التأكد من مصداقيته..تلك التي قامت فيها إحدى المغرّدات على موقع تويتر بكتابة تغريدة عبارة عن خبر لم أتردد في نشره..دقائق بعدها..كتبت نفس المغرّدة تغريدة تطالب متابعيها القيام بشكل نص التغريدة الأولى..أحسست حينها بغباء شديد..لكني استيقظت..ولازلت ممتنا لتلك المغردة التي جعلتني أدرك بطريقة سلسة مدى خطورة نشر كل خبر أتلقاه على الأنترنيت ..وروضت نفسي منذ ذلك على القيام بالتثبت من صحة الأخبار بعد سماعها والتريث قبل نشرها..والتوقف عن متابعة الاشخاص والمواقع التي لا تتردد في نشر أخبار لم تتأكد من مصداقيتها.. 
  
      


نُشِر خبر تبرع الفريق الجزائري بمنحته التي حصل عليها في كأس العالم 
الأخير لفائدة أهل غزة..وانتشر الخبر كالنار في الهشيم..بعد ذلك صدر تكذيب لعميد الفريق الذي نفى الخبر..فأُحبِط الجميع..
بعد فوز ألمانيا بالكاس..تناقلت بعض المواقع خبر تبرع اللاعب مسعود أوزيل بمكافأته التي حصل عليها لفائدة أطفال غزة..فهب الجميع ينشر الخبر ويتحدثون عن كرامات اللاعب ذي الأصول التركية..تبين بعد ذلك بهتان الخبر..وسارع المدير الفني للاعب أوزيل يفند ما تناقلته وسائل الإعلام والمواقع الإجتماعية وينفي صحته..فعم اليأس بين جموع المسلمين..
اليوم نُشِر خبر مفاده أن المصارع المغربي بدر هاري سيتبرع بدوره لفائدة غزة..لازلت أبحث عن مصدر موثوق يؤكد هذا الخبر..
لكن..ألم يأن لنا أن نتوقف للحظة ونراجع أخطاءنا ونتعلم منها..فنتوقف عن تكرارها؟
ثم..هناك سؤال بنفس الأهمية يجب على كل واحد منا أن يطرحه على نفسه: هل تظن أن بعض الدولارات مهما كان كمها ستضع حدا لمعاناة سكان غزة المحاصرين براً وبحرا وجوا منذ أزيد من 7 سنوات..والذين يتعرضون لتطهير عرقي من لدن الدولة الصهيونية الإرهابية تحت صمت رهيب؟؟

أهل غزة ليسوا بحاجة إلى المال..هم أحوج إلى مواقف الرجال 

وكأني بأهل غزة يقولون لنا: "لا تعطيني سمكة..فك عني الحصار..وسأعلمك الصيد"..
بالفعل فمعاناة أهل غزة عميقة جدا ومعاناتهم ستظل كما هي أو تتدهور إن لم نتصد لأسبابها الحقيقية..
أهل غزة لا يريدونك أن تجلس أما التلفاز تلتهم الذرة المقلية وتشاهد تقتيلهم وتصفية أطفالهم ونسائهم..ثم تنتظر انتهاء عمل القوات الإرهابية الإسرائيلية..لتقوم باستخراج بعض النقود من جيبك مستحضرا نية شراء بعد الأدوية والطعام والأغطية لمن تبقى على قيد الحياة منهم..
إذا استسغت ذبح الشاة..فلا تتألم عند سلخها..
أهل غزة..صبروا وصابروا مدة سبع سنوات للحصار..سبع سنوات لم تخلُ من أفلام رعب حقيقية يتم فيها قتل المدنيين العزل بموافقة أهل الأرض برمتها..فقد استيقظت إسرائيل ذات يوم..فقررت أن أهل غزة..صغيرهم وكبيرهم..جميعهم إرهابيـون..وأن لا ماء ولا غذاء ولا دواء ولا أي شيء سيدخل غزة أو يخرج منها بعد ذلك اليوم..وقامت بإشعار منظمة الأمم المتحدة التي لم تتردد في مباركة وتثمين القرار..بعدها استدارت عند الجيران المسلمين تتأكد من ولائهم وتستشيرهم في سلوك ديمقراطي في تقتيل أهل غزة لعل أحدَ أؤلئك الجيران يكون لديه اعتراض أو ما شابه ذلك..فما كان منهم إلا أن التزموا الصمت الذي عادة يدل عن الرضا..وبعد ذلك الإجماع تأكدت إسرائيل ان قرارها كان صائبا فباشرت تطبيقه على أرض الواقع..فأغلقت رفقة مصر كل المنافذ على أهل غزة..فأصبحت هذه الأخيرة أكبر سجم مدني في العالم..وبدأت تُقتِّل أهلها أمام أنظار العالم..

                      
                         
قوم إذا صفعت بالنعال وجوههم  -= =-  تسألت النعال بأي ذنب تُصفع

بتأمل بسيط لهذا الوضع..سنكتشف أنه لو قبلنا جدلا أن الأخبار المنشورة صحيحة..وأن أولئك اللاعبين والمشاهير تبرعوا فعلا بأموالهم لسكان غزة..فليس هناك أية طريقة لوصول هذه الأموال إلى غزة..فلا دولة مصر ستسمح بمرور تلك الأموال على حدودها..ولا دولة الإرهاب الإسرائلية ستسمح بذلك من خلال أرضها..فهم لم يسمحـوا للقـوافل الطبية الإنسانية بالدخـول لإغاثة المصابين..فكيف تنتظر أن يسمحـوا للأمـوال؟؟
ثم إن القرارات والقوانين التي استصدرتها هذه الدولة المحتلة من منظمة الأمم المتحدد وجميع دول العالم تقريبا تجرّم جميعها كل من يساند أهل غزة وتدخله تحت خانة الإرهاب..لأنه على حد زعمهم..أطفال ونساء وعجزة غزة المدنين العزل..كلهم إرهابيون!

الأن تخيل معي للحظة..لو قام أولئك اللاعبون والفنانون بحشد نُظرائهم في المشرق والمغرب..وقرروا السير سلميا إلى حدود غزة البرية والبحرية والجوية..مسلحين بالمبادئ الإنسانية والأخلاق الكونية..مُصِرّين على فك الحصار عن غزة وفتح حدودها مهما كلفهم ذلك من وقت..ومؤكدين على استعدادهم للوقوف مع شعبها خارجها وداخلها..حتى يلوُوا ذراع مغتصبيها ويُثنوهم على الإستمرار في قصفها..
كل اللاعبين الذين يتم تقديسهم وتهتز الملاعب لركلاتهم..كل المغنيين الذين يحركون الألاف في سهراتهم..كل الممثلين الذين تتمنى الملايين تقمص شخصياتهم البطولية في الأفلام والمسلسلات..لو أن كل هؤلاء..تحركوا جميعا باتجاه غزة..ليرابطوا على حدودها من جهة إسرائيل ومن جهة مصر..ومن جهة البحر الأبيض المتوسط..ولا يغادرون حتى تفتح الحدود ويتمكنوا من الدخول وفك العزلة عن أهل غزة..من سيتجرأ على قتلهم؟..من ستيجرأ على ضربهم؟..حتما لن يقف أحد في وجههم!..لأن سلاحهم الشهرة ورأس مالهم الملايين من المعجبين الذين لن يتوانوا في الثورة لو حدث وأصيب أحد منهم..
عندئد فقط..يمكننا فعلا القول أنهم ساندوا غزة وأهلها..وسيصبح لزاما علينا أن نقف إجلالا واحتراما لشجاعتهم..وأن ننشر فعلهم هذا ونقول: إنهم استثمروا صيتهم ومكانتهم في قلوب محبيهم ليوقفوا كارثة إنسانية وينقذوا أرواحا بشرية ويرغموا أنف الدولة الإرهابية..فيدخلوا التاريخ من أبوابه الواسعة..

                                              


غزة منتصرة لحدود الساعة..من المنهزم إذا؟

غزة تقاوم..وأسودها الأشاوس يرابطون على حدودها ويقدمون أنفسهم قرابين لحمايتها..لا يخشون الطائرات الجبانة التي تقصف شعبا أعزل..ولا ينتظرون نفعا منا ومن بكاءنا واستنكارنا..
شعارهم..النصر أو الموت..
فعندما نخفق في نصرتهم..ثم لا نجد من شيء نفعله إلا صب اللعنات على فريق كرة القدم الذي زار إسرائيل..أو اللاعب الذي نّشِر خبر غير مؤكد بمنحه هبة لهذه الدولة الإرهابية..أو رجل أعمال أمريكي يقول علانية أنه في صف إسرائيل ومستعد لدعمها..فلنعلم أننا في الحقيقة نخفي جبننا وكراهيتنا لأنفسنا بسبب عدم قدرتنا مد يد المساعدة لأناس محسوبين علينا..فمن نلعنهم يعملون كل ما في وسعهم لكي لا يتخلوا عن إسرائيل..أما نحن فكل تصرفاتنا تعكس تخلينا السافر عن أخوتنا وأخواتنا في غزة..فنحن المنهزمون!..

                                     


هل صدقت خبري الآن؟..
إذا ترددت في نشر هذا المقال الصادق وكنت من الذين تعودوا الإسراع في نشر الأخبار الكاذبة..
فاعلم أن ذنوبك منعتك..وأنك من المنهزمين!..





0 تعليقات :